المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 06/08/2013 العمر : 26
موضوع: محمود درويش يرثى سليمان النجاب الخميس أغسطس 15, 2013 9:26 am
محمود درويش يرثى سليمان النجاب .............................................. رَجُلٌ وخِشْفٌ في الحديقة يلعبان معاً.... أَقولُ لصاحبي: مِنْ أين جاءَ اُبْنُ الغزالِ؟ يقولُ: جاء من السماء . لعلَّهُ ((يَحْيَى)) رُزِقْتُ به ليُؤْنِسَ وحشتي. لا أُمَّ تُرْضعُهُ فكُنْتُ الأمَّ، أسقيهِ حليبَ الشاة ممزوجاً بملعَقَةٍ منَ العَسَلِ المُعَطَّر. ثم أحملُهُ كغيمَةِ عاشقٍ في غابة البلّوطِ... قُلْتُ لصاحبي: هل صار يألَفُ بيتَكَ المأهولَ بالأصوات والأدوات؟ قالَ: وصار يرقُدُ في سريري حين يمرضُ.... ثُمَّ قال: وصِرْتُ أَمرَضُ حين يمرض. صِرْتُ أهذي: (أَيُّها الطفلُ اليتيمُ! أنا أبوك وأُمُّكَ' انهضْ كي تعلِّمني السكينةَ) بعد شهرٍ زُرْتُهُ في بيته الريفيّ. كان كلامُهُ يبكي. لأول مرّةٍ يبكي سُلَيْمانُ القويُّ' يقول لي متهدِّج الصوت : ((اُبنُ الغزال' ابنُ الغزالة مات بين يديَّ. لم يألف حياةَ البيت . لكنْ لم يَمُتْ مثلي ومثلكَ...)) لم أَقل شيئاً لصاحبيَ الحزينِ. ولم يودِّعني ، كعادته' بأبياتٍ من الشعر القديم. مشى إلى قبر الغزال الأبيض. اُحتَضَنَ الترابَ و أَجهش : ((اُنهضْ كي ينام أبوك, يا اُبني، في سريرك. ها هنا أَجدُ السكينةَ)) نام في قبر الغزال' وصار لي ماضٍ صغيرٌ في المكانْ: رَجُلٌ وخِشْفٌ في الحديقة يرقدانْ ................................................. ايه رأيكم ..... قمة فى الروووووووعة ♥